الثلاثاء، 15 مايو 2012

لماذا أعتقل جهاز الأمن الشيخ سلطان القاسمي ؟

لماذا أعتقل جهاز الأمن الشيخ سلطان القاسمي ؟
ايماسك/خاص/
يمر الأسبوع الأول على اعتقال الشيخ الدكتور سلطان بن كايد القاسمي ،وهو في سجنه يتذكر الشعب الإماراتي أدواره الإصلاحية والخيرية خلال حياته .

عرف الشيخ بحبة للعلم وتدريس علوم الدين إلى جانب أعماله الخيرة التي عمت أرجاء الدولة ، وهو بالطبع ما يغيض أجهزة الأمن التي ترى أن أعمال الخير والحق تنازعها سلطتها على الشعب والوطن.

بابتسامته التي لا تفارق شفتيه ،وبعبارات المودة والإخلاص الوطني ،يحتفي الشيخ بكل من يزوره وإن كانت المرة التي يلقيك فيها تظن أنه يعرفك لعشرات السنين.

أسلوب يعترف الجميع بسحر قيادته وبقوه شخصيته ،شديد في الحق كعمر بن الخطاب ،كريم كعثمان ،شجاع كعلي ،صدوق كأبوبكر ،حكيم كلقمان.

لا أحد يعي تجرأ جهاز الأمن بإلقاء القبض على الشيخ سواء انه نشر مقال يدعوا فيه لكرامة المواطن ودفاعاً عن انتهاكات طالت حتى كبار المصلحين في البلد .

دعا الشيخ إلى كرامة المواطن الإماراتي ، وحقه في التعبير ،وحق في طلب الإصلاحات ودفاعاً عن المواطنين السبعة الذين اعتقلتهم الأجهزة الأمنية .

أصيب جهاز الأمن بالغيض لعبارات الشيخ وأشتعل رأس رئيسة غيضاً ،وازداد عقلة عتواً ونفوراً عن الحق فأصدر مذكرة تطالب إمارة رأس الخيمة بتسليم الشيخ إلى أبوظبي.

أصيب الشارع بصدمة أصابت كل حياته فبدءات مشاعر الغليان تثير الشارع الإماراتي ،وبداء الجميع يتنفس الحرية من الرئة التي أصدرها الشيخ بالإصلاحات.

لم يكن الشيخ يسعى إلى السلطة زائلة أو يدعوا إليها في أي يوم من الأيام  ،تنوعت أحاديثه بين الحقوق وبين الكرامة ،وما أشدها على رجال الظلم في الدولة .

كان الشيخ يقضي ليله في سبيل دعوته التي لم يحد عنها ،ولم يفرق بينه وبين أحد من إخوانه ،كانت داره مفتوحة لجميع المظلومين والمقهورين والمعوزين والفقراء وطلاب العلم ، لم يغلق بابه في وجه أحد .

حتى رجال الأمن حين حضروا منزلة وجدوا بابه مفتوحاً ،ورغم الفاجعة لعائلته ابتسم وقال حققت أولى البشارات "سجني خلوه " وذهب بابتسامته التي ترتسم كقمر في ظلام حالك ينير الطريق لكرامة المواطن.

الآلاف من أبناء الدولة ومن مفكريها أصدروا حملات التضامن مع الشيخ القاسمي لأنه عرفوا أين الحق ومصدر الباطل ،بعد أن التبس عليهم خلال السنوات الماضية .

قال الشيخ في كرامة المواطن " وقد انقسم الحراك على جبهتين متضادتين، جبهة ترى عدم جواز إسقاط الجنسية عن هؤلاء السبعة، ويقود هذه الجبهة مجموعة من رجالات المجتمع من أطياف فكرية متنوعة ومن ضمنهم دعاة الاصلاح السبعة. وجبهة أخرى ترى وجوب الانصياع التام للمرسوم وأن هؤلاء السبعة يستحقون هذه العقوبة وإن كانت قاسية، ويقود هذه الجبهة مجموعة على رأسها جهاز أمن الدولة وخاصة المسؤولين عن محاربة التيارات الفكرية المجتمعية.


لعل رجال الأمن بداءو بقراءة هذه الكلمات" فمن يحمي أرض الوطن إلا الرجال الذين عشقوه وأيقنوا أن "من مات دون أرضه فهو شهيد"فأصيب بحالة من الذعر والتدخل في خصوصياتهم بالحديث عن عشق الوطن .

واضاف الشيخ"إن الموت أهون على الإنسان من أن تسقط جنسيته، ثم يتبع ذلك بحملة إعلامية شعواء لتشويه صورته، وأي جانب من الصورة؟ إنها ولاءه لوطنه، وطنه الذي يفديه بالغالي والرخيص. يا ترى ما هو مقدار الهم والهوان الذي أصاب أهل أولئك السبعة وأبنائهم؟  بل يا تري ما هو شعور أبناء قبائلهم ومثيلاتها الذين وصفوا بأنهم ليسوا من "الأصلاء" أو من "رس" البلد؟ كيف سيأمنون سيف السلطة المسلط عليهم؟ وكيف سيساهمون في بناء الوطن والتضحية من أجله؟"

وتحدث عن الشيخ باسلوبه الذي يأسر الألباب والعقول كأنه ملاك نزل من السماء "ان جهاز الأمن الذي تبنى هذا القرار الجائر لتقديمه أمام صاحب السمو الوالد الشيخ خليفة حفظه الله، لا يؤتمن أن يتبنى غداً أي قرار آخر غير محسوب العواقب على أمن الوطن وكرامة المواطن. وإن الظلم الذي أصاب هؤلاء السبعة يمكن أن يتوسع وتتعدد أشكاله ولا يسلم منه أحد، كبيراً كان أو صغيراً. وحينها، لا قدر الله، سيقول القائل: "أكلت يوم أكل الثور الأبيض". فليس للظلم حدود، وكلما اغتصب قطعة زادت شراهته لاغتصاب قطعة أخرى. وإذا استمر تقديس القرارات الخفية لهذا الجهاز فسيأتي غداً على جميع مكتسبات الوطن في حرية الإنسان وكرامته."

كان الشيخ لايبث شكواه إلا إلى الله ثم المصلحين في هذا البلد ،وكان جهاز الأمن القمعي يعرف مقدار هذا الرجل فالبلد فهم بإعتقاله وعمل على إيقاف نشاطه الوطني وفي رسالته إلى المصلحين قال " أن يكون في هذا الحدث الجلل، حداً فاصلاً بين مهانة المواطن وبين كرامته، إننا بحاجة الى وقفة جادة عاجلة تعيد الحق الى نصابه، ومبادرة حكيمة توازن بين هيبة الدولة من جهة وكرامة المواطن من جهة أخرى. مبادرة تعيد جنسية المواطنين السبعة الذين اسقطت جنسياتهم، وترد اعتبارهم، كما أنها لابد أن تتضمن علاجاً ناجعاً جريئاً لسبب المشكلة لكي لا تتكرر مرة أخرى في هذه الصورة أو صور أخرى، وذلك "بتحرير الحياة المدنية من الهيمنة الأمنية" والحد من الصلاحيات المطلقة لجهاز الأمن. كما لابد من وضع الأنظمة المحكمة التي تضبط هذا الجهاز المهم والرقابة عليه، واخضاعه للمساءلة القضائية النزيهة المستقلة، وذلك صيانة لكرامة الانسان في الدولة وحفظه من الظلم والمهانة."

هل لأجل هذه الكلمات أعتقل جهاز الأمن الشيخ الدكتور سلطان بن كايد القاسمي؟

نعم لأجل نور هذه الكلمات ولأجل عبارات الحب للوطن وكرامته المواطن ، لأجل حبه الكبير للوطن ،إعتقل مع سبعة من أفضل ما أنجبتهم الدولة لأنهم قالوا لا إلا كرامة المواطن !!.


احفظ pdf

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق