الثلاثاء، 17 يوليو 2012

إلى الشيخ سلطان بن كايد القاسمي: رمضان كريم..!


المصدر:أبو بدر
السلام عليك من الله الرحمن الرحيم، وقد حبسوا جسدك ومنعوا عنك القلم والقرطاس والجامع والناس وليس بيدك سوى الكتاب الذي رهنت حياتك من أجله حتى صرت حبيس قصر ابن عمك.
وحسبك القرآن لا سواه يأتيك بالسكينة والهدي فتسافر روحك لا يمنعها قريب متسلط ولا بعيد متجبر. انه قدر الرسل والأنبياء أن يستيأسوا حتى يأتيهم نصر الله. ولو كنت سعيت نحو سلطة أو حكم لمنحوك اياها وملئوا صحفهم بمآثرك لكنك ما سعيت إلا لنشر القرآن وما رغبت إلا بالإصلاح.
ولعلك تعلم رعاك الله ان بذرة الخير مثل بذرة الشر تنتشر أيضا وان الافكار النبيلة والدعوة الصادقة لا توقفها أسوار القصور ولا الجدران القاتمة للزنازين. ولا يشوهها الاشباح الأمنية بما تنشره عبر مواقع الشبكة. ألم تنصح بخطابك الذي اعتقلت على أثره بأن "شعوبنا لم تعد بسيطة بدائية، وأصبح وعيها بحقوقها ليس كما كان في زمن الآباء والأجداد، وانكسر حاجز الخوف وانتهى، فلا نكسر حاجز الحب والاحترام بأيدينا".
وليتهم يعرفون ان اتحادهم قام فعلاً على المحبة والاحترام وان أب الإماراتيين الحكيم اتسع قلبه لكل صغير وكبير وحرص على كرامة الإماراتي وجاء خلفه لينزع الحب ويشتت العائلة ويسحب مواطنة ابنائه. وهنا نصحتهم - رحمك الله - بئلا يقتربوا من هذا الأمر وأن يتراجعوا ويعتذروا ليس فقط من أجل إنسانية أبنائهم وحقهم بأوطانهم بل بسبب وطنك الإمارات الذي تحبه وتخشى أن ينهار نسيجه ويفقد المواطن الأمن ويقسم المجتمع ويهين العائلات حين يجردها من اصولها.
وبدل أن يتراجعوا عن أمرهم اقتادوك بقوة السلاح إلى قصر ابن عمك.. نفس المشهد التاريخي للدول والممالك الهالكة. كم من عالم سعى للإصلاح فانتهى بالسجن.؟ حسبك كتاب الله الذي حملته مبتهجا كلما رأيت قومك يحفظون القرآن في الدور التي اقمتها. لم تسع إلا لوجه الله. لم تغرنك الحياة الدنيا أدرت ظهرك لكل منصب وسعيت نحو عمل الخير حتى جاء وقت البلاء.
وجاء شهر القرآن وأنت حبيس السجن.. ممنوع عليك المسجد وهو على بعد خطوات منك.
ستصوم مع حراسك المسلحين وبقلبك مرارة أكاد أعرفها. أنك لا تبالي بحبسك لكنك تخاف على وطنك واهله. فالشيوخ أنفسهم لن يشعروا بالأمن بعد حبسك وليس المواطن وحده كما نصحت.. هكذا هم يمضون.. استعانوا بمن لفظتهم الممالك الهالكة قبل أشهر وكانوا فاشلين بالحفاظ عليها من ان تنجو من رياح التغيير.
انهم يستنسخون خطط الوقوف بوجه هذه الريح السامة والمعدية كما يعتبرونها. يظنون انهم ينجون وحين يأتي الطوفان يقولون سنركن إلى هؤلاء الخبراء أو لأمريكا وبريطانيا كي تمنع عنا سنة الدنيا بالتغيير، ولا عاصم لهم. انهم سينجون لو أصلحوا بهدوء ومحبة وصدقوا بأن الزمان تغير وما هو بزمان سليمان ودحلان. وان الدول الأمنية لا تصمد أبدا أمام الثورات وستنهار.
شيخنا الجليل يا حامل القرآن كما تحمل روحك: رمضان كريم. ويا لهنائك بما اخترته واختاره الله لك. فانت الطليق ونحن السجناء وعلى رؤوسنا الحكام.
أبو بدر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق